رسالة حمراء

ثـُوْرِيْ أيـَا سـَنـَابـِلُ ...
وَ اقـْلـَعـِي حـَجـَرَاً جـَثـَمَ سـِتـِّيـْنَ عـَامـَا
ثـُوْرِي فـَأنـْتِ الـغـَدُ
وَ ارْفـَعـِيْ بـالـعـِزِّ الـيـَوْمَ هـَامـَا
ثـوْرِيْ شـُقـِّي غـُبـَارَ الـقـَصـْفِ
زَادُكِ الـجـُوْعُ وَ نـَوْحُ الـيـَتـَامـَى
هـَذِي الـدِّمـَا رَوَّتْ جـُذُوْرَكِ
فـَاشـْرَبـِيـْهـَا وَ اشـْرَئـِبـِّيْ رِمـَاحـَاً سـِهـَامـَا
إنْ يـَقـْطـَعـُوا مـِنـْكِ عـُنـُقـَاً
فـَمـُدِّيْ سـَبـْعـَةً تـَأبـَى الـرُّغـَامـَا
ثـُوْرِيْ مـُضـَرَّجـَةً مـُتـَوَّجـَةً
أيـْقـِظـِيْ ذَاكَ الـضـَّمـِيـْرَ الـذِي نـَامـَا
ارْجـُمـِيْ شـَيـَاطـِيـْنَ الإنـْسِ
خـُذِيْ الأشـْلاءَ سـِلاحـَاً وَ الـعـِظـَامـَا
ثـُوْرِيْ خـُذِيْ بـِالـنـَّوَاصـِيْ
خـُذِيـْنـَا أبـَيـْتِ الـذُّلَّ كـَفـَانـَا انـْهـِزَامـَا
ثـُوْرِيْ فـَهـَذِيْ أرْضـُنـَا
مـَا كـَانـَتْ عـَلـَى الـعـِدَى إلا حـَرَامـَا
الـحـَقُّ رِكـَابـُكِ فـَانـْهـَضـِيْ
وَ هـَيـَّا عـَنِ الـنـَّابِ أمـِيـْطـِي اللـِّثـَامـَا
ثـُوْرِيْ آنَ لـِعـَهـْدِ الـصـَمـْتِ
آنَ لـِزَمـَنِ الـخـَوْفِ الـيـَوْمَ انـْصـِرَامـَا
هـُبـِّيْ طـَهـِّرِي الـدَّنـَسَ
عـَنْ ثـَرَاكِ انـْفـُضـِيْ قـَوْمـَاً لـِئـَامـَا
هـُمُ الأدْعـِيـَاءُ يـُرَاوِغـُونَ ..
فـَمـَا عـَزَمـُوا يـَوْمـَاً إنْ زَعـَمـُوا سـَلامـَا
زَلـْزِلـِيْ أرْكـَانَ صـُهـْيـُوْنٍ
أحـِيـْلـِيْ بـُرُوْجـَهـُمْ وَ حـُصـوْنـَهـُمْ حـُطـَامـَا
جـَرِّدِي الـصـُّدُوْرَ الـحـَانـِقـَاتِ
وَ امـْتـَشـِقـِي الأكـُفَّ الـعـَارِيـَاتِ حـُسـَامـَا
تـَوَحـَّدِيْ فـِي الـخـَطـْبِ صـَفـَّاً
فـَمـَا أنـْجـَبَ افـْتـِرَاقٌ إلا انـْقـِسـَامـَا
ثـُوْرِيْ لـِحـَيـْفـِكِ وَ اثـْأرِيْ
لا تـَأبـَهـِيْ للـعـَالـَمِ إنـَّهُ عـَنـْكِ تـَعـَامـَى
وَ افـْقـَأيْ الـعـُيـُوْنَ الـبـَلـْهـَاءَ
تـَكـِيـْلُ زُوْرَاً لـَكِ الإرْهـَابَ اتـِّهـَامـَا
ألـْهـِبـِي الـحـَبـَّاتِ مـِنـْكِ قـَنـَابـِلاً
احـْصـُدِي الـغـَازِيْ اشـْتـَعـِلـِي انـْتـِقـَامـَا
كـُلـَّمـَا سـَالَ دَمٌ عـَلـَى أرْضـِيْ
زَادَ جـُذْوَةَ الـعـَزْمِ فـِيـْنـَا اضـْطـِّرَامـَا
فـَنـَحـْنُ أُمـَّةٌ مـُذْ خـُلـِقـْنـَا
بـِالـذَّوْدِ لا بـِالـجـُبـْنِ نـَجـْنـِي احـْتـِرَامـَا
وَ أنـْتِ يـَا جـَحـَافـِلَ أُمـَّتـِيْ
سـَلـِيـْلـَةُ الأُلـِيْ كـَانـُوا كـِرَامـَا شـِهـَامـَا
آنَ لـِفـَجـْرِ أمـَّتـِيْ يـَعـُوْدُ
فـَبـَدِّدِي أيـَا سـَنـَابـِلُ بـِالـنـَّارِ الـظـَّلامـَا

* * *


أمة المجد

يـَا أمـَّةَ الـمـَنـَابـِرِ أتـُرَاهُ الحـَقُّ
بـِالضـَّادِ وَ إخـْوَتـِهـَا يـَؤوبُ
نـَبـْذُرُ الـمـُفـْرَدَاتِ عـَلى كـُلِّ صَعـِيـْدٍ
وَ حَصـِيـْدُ كـَفـَيـْنـَا مـِنـْهـَا يـَبـَابُ
فـَلا بـِالخـُطـَبِ الـنـُّجـُوْمُ نـَبـْلـُغـُهـَا
وَ لا بـِالـتـَّمـَنـِي أمـَلٌ يـُجـَابُ
وَ لا حـَقٌّ يـُصـَانُ إلا بـِالـدِّمـَا
وَ حـَدِيـْدٍ عـَلى مـَذْبـَحـِهِ يـُذَابُ
إنَّ الـعـُرُوْبـَةَ شـِيـْمـَةٌ فـِيـْنـَا
فـَلـِمَ صـَارَتِ الـيـَوْمَ تـُعـَابُ

يـَا مـَنْ ذَهـَبـُوا كـُلَّ مـَذْهـَبٍ
مـِنَ الخـُنـُوْعِ وَ بـِالخـُفـَّيـْنِ آبـُوا
أرَأيـْتـُمْ إلى الـغـَابِ وَ وَحـْشـِهـَا
أتـُرَاهُ بـِلا نـَابٍ فـِيـْهـَا يـُهـَابُ
أمِ الحـِمـْلانُ الـبـَلـْهـَاءُ الـوَدِيـْعـَةُ
سـَتـَرْعـَى شـَأنـَهـَا يـَوْمـَاً ذِئـَابُ
نـَحـْنُ صـَعـَّرْنـَا للأكـُفِّ وُجـُوْهـَنـَا
حـَتـَّى تـَوَجـَّعَ مـِنْ هـَوْنـِنـَا العـَذَابُ
وَ هـِمـْنـَا نـَتـَسـَوَّلُ حـَضـَارَةَ قـَوْمٍ
إنـَّمـَا نـَعـِيـْمـُهـُمْ لـَدَيـْنـَا الخـَرَابُ
هـُمْ سـَعـَوا وَ قـَعـَدْنـَا عـَنِ العـُلا
وَ عـَلى قـَدْرِ سـَعـْيـِهِ كـُلٌّ يـُثـَابُ

يـَا مـَنْ تـَطـْلـُبـُوْنَ العـِزَّةَ بـِغـَيـْرِ وَطـَنٍ
إنْ تـَهـْجـُرُوْهُ ضـَاقـَتْ بـِكُمْ رِحـَابُ
هـُنـَا أرْضُ الـكـَرَامـَةِ .. أُمـُّكـُمْ
فـَلا تـُثـْكـِلـُوْهـَا .. عـُوْدُوا وَ ثـُوْبـُوا
لا تـَيـْأسـُوا مـِنَ الـعـَيـْـشِ فـِيـْهـَا
فـَكـُلُّ الـطـُّيـُوْرُ إلى عـُـشٍّ تـَؤوبُ
ازْرَعـُوْهـَا وَ اعـْمـُرُوْهـَا .. هـِيَ مـَجـْدُكـُمْ
وَ كـُلُّ مـَجـْدٍ بـِغـَيـْرِ أوْطـَانٍ سـَرَابُ
مـَازَالَ فـِي الـتـَّارِيـْخِ بـَقـِيـَّةٌ
فـَهـَاتـُوا سـَطـِّرُوا سـِفـْرَاً جـَدِيـْدَاً
إنـَّمـَا هـَذِهِ الـدُّنـْيـَا لـِلـعـِزِّ بـَابُ